أنيسة أشقر | كلاب وأكثر


تُتراوح أعمال أنيسة أشقر بين وسائط وتُقنيات مختلفة، وتُنبع من حركة جسدية وبيوغرافية بين مدن ومساحات - يافا، تُل أبيب، عكا وباريس - والتي أصبحت مواقع للهوية والذاكرة والغربة.
تُتضمن لغة لوحاتُها طبقات من الألوان، وآثار مادية للجسد، وغالًبا ما تُتضمن خًطا عربًيا، يشكل جزًءا لا يتجزأ من اللغة التشكيلية والسياسية لعملها.
بعض الأعمال المعروضة هي جزء من سلسلة جديدة، تُستند إلى انشغال أشقر المستمر بجمع تُماثيل كلاب من البورسلين وبتجوالاتُها الحضرية التي تُتفحص خلالها واجهات المتاجر. «لسنوات عديدة انتظرت ربط الكلاب الموجودة في مجموعة تُماثيل البورسلين بأعمالي، وفي هذا المعرض وجدت الفرصة للجمع بين حبي للكلاب وبين تُماثيل البورسلين من واجهات العرض في العالم ومدينة تُل أبيب، التي احتضنتني إليها قبل 20 عاًما». في كل عمل من هذه الأعمال، تُخلق أشقر نوًعا من واجهة عرض تُل أبيبيه تُستند إلى صور الطفولة وذكريات مادية: منازل بنتها في الرمل، ومشاهد خيالية، وأشياء قابلة للجمع. تُشكل الشخصيات والحاجيات مًعا بيئات حميمة ومشحونة، تُجمع بين الفكاهة والرحمة والعاطفة الطفولية، وتُقوض الفصل والتسلسل الهرمي بين اليومي والخيالي. في عمل «المدينة والكوتُج»، على سبيل المثال، تُصل كلبة بالأبيض والأسود إلى ساحة متحف المدينة، حيث تُشرب الماء وتُحصل على جبنة الكوتُج واللؤلؤ.
بالنسبة لأشقر، فإن أعمال واجهات العرض هذه ليست مجرد إشارة إلى عوالم الطفولة، بل هي أيًضا جزء من محادثة مستمرة مع المتاحف و«صناديق العجب»، التي قضت فيها الكثير من الوقت في شبابها. وهي الآن تُخلق لنفسها غرًفا كهذه - شخصية، محلية ونقدية. إلى جانب ذلك، تُ ُعرض في المعرض أيًضا أعمال من سلسلاتُها الأخرى، «My Dear: Jaffa» و«يا حبيبي تُل أبيب». تُركز هذه الأعمال على المدينة المزدوجة - تُل أبيب-يافا - كفضاء للحياة والتوتُرات والانتماء.
تُستحضر ألوان الأسود والأبيض المتكررة في عمل أشقر مصادر حداثية ولكنها ُمحّملة بمعاٍن شخصية ومادية وثقافية. عمل آخر معروض في مركز أحد جدران المتحف، «خيًرا» يستمر في هذا الخط، وتُتكرر فيه كلمة «خيًرا» مراًرا وتُكراًرا. تُقول الفنانة: «كل شيء يختزل في هذا العمل الذي لا ينتهي. لقد قضيت عاًما ونصًفا أسبح في بحر أسود وأكتب مراًرا وتُكراًرا بين الأمواج كلمة «خيًرا». التكرار يشبه تُعويذة إيمان لا تُنتهي. تُستمر الطفولة إلى البلوغ، والبحث عن البراءة، ليكون كل شيء «خيًرا» بالمحصلة».