عيدن بنيت | يوميات مدينة, بدون عنوان


الشارع، الطريق، الرصيف والزقاق هي ساحة الإلهام لأعمال عيدن بنيت. تُنبع أعمالها من المشي اليومي في الفضاء الحضري ومن مراقبة الروابط المادية التي تُنتجها المدينة. في هذا المعرض، تُقدم مجموعتين من الأعمال: صور من سلسلتها المستمرة «يوميات مدينة» ومنشأة فنية معروضة في مساحة العيربوفيا.
«يوميات مدينة» هو مشروع تُصوير مستمر، تُقوم بنيت خلاله بتوثيق لحظات فنية من الواقع. هذا ليس نحًتا بالمعنى الكلاسيكي، بل هو نحت يتكون من تُلقاء نفسه من أشياء تُ ُركت على جانب الطريق وارتُبطت بعناصر أخرى: أسوار اندمجت مع أنابيب، تُكوينات غير مخططة من لون ومادة وحركة. الصور نفسها - وكلها خالية من الشخصيات البشرية - تُؤطر الفضاء الحضري من جديد، وتُدعو المشاهد إلى التوقف والتأمل واكتشاف ما هو موجود دائًما، ولكن لا ُيرى دائًما.
تُم إنشاء التركيبة النحتية لبينيت في المعرض خصيًصا للواجهة الموجودة في مساحة «الخلطبلد». تُتكون المنشأة النحتية لبنيت من حاجيات ومواد جمعتها - خاصة تُلك التي خرجت عن الاستخدام في ورش العمل العاملة في المناطق الصناعية جنوب المدينة، وُألقيت في الشارع. تُقوم بنيت بتفكيك هذه المواد الخام ثم تُوصيلها بتكوينات جديدة. تُقول: «لا تُوجد طريقة منطقية واحدة تُتشكل بها الأشياء. هناك عدة حلبات، وهي تُتواصل مع بعضها البعض وتُشكل بعضها البعض في علاقاتُها. يمكننا أن نسمي هذه البدايات، التي تُأتُي معي من الاستوديو، افتراضات أساسية تُبدأ على أساسها الكيانات في التشكل».
بين التصوير والنحت، وبين التوثيق والجمع، تُقدم بنيت قراءة شعرية للمادية الحضرية وللفن النحتي الذي يتشكل في الشارع عشوائًيا، دون تُخطيط. من بين ما تُم إهماله ودفعه إلى الهامش، تُنبثق إمكانية إقامة روابط جديدة، هشة ومفاجئة - ومعها إمكانية لنظرة مختلفة إلى المدينة وعلاقتنا بها.