تاليا هوفمان | البيارة שפירא


تُاليا هوفمان باحثة في التكوينات الجغرافية والجسدية والتاريخية للفضاء المحلي من خلال أعمال الفيديو والأداء والأفعال التشاركية. يركز عمل الفيديو الجديد الخاص بها، «البيارة שפירא»، على الحي الذي تُقيم فيه منذ أكثر من عقد. يتناول العمل تُاريخ الحي ومحاولة نقله إلى أطفالها. «عندما انتقلت للعيش في الحي، فوجئت بأن لكل قطعة أرض شجرة ليمون»، كما تُقول. «بعد ما يقرب من مائة عام، من غير المرجح أن تُكون هذه الأشجار بقايا من البساتُين التي اقُتلعت في النكبة عام 1948. ومع ذلك، فإن قرار زراعة أشجار الليمون في كل منزل تُقريًبا يتردد صداه بالنسبة لي كتعبير عن الترحيل والمحو للحياة الفلسطينية في المدينة وخارجها منذ ذلك الحين وحتى اليوم»
يوثق العمل جولة إرشادية للأطفال في شوارع الحي، تُصورتُها الفنانة بالتعاون مع المرشدة عنات غرويسمان، وبإلهام من كتاب للأطفال باللغة العربية ُكتب عام 2011 ويتناول ذكريات طفل نشأ في بساتُين يافا. تُجري الجولة على طول سلسلة من المحطات التي تُشجع الاستكشاف واللعب. ويتتبع المشاركون والمشاركات الصغار آثار البساتُين. ويتعرضون للغة العربية من خلال قصة وكلمات وأغنية لحنت خصيًصا للجولة، ويمرون بين أشجار الحمضيات والبيوت المهجورة ويتأملون الخرائط التاريخية.
ُصِور العمل في يوم واحد، والمشاركون فيه أطفال نشأوا مًعا في روضة غابة مجتمعية في كريات شالوم لمدة خمس سنوات. تُسمح العلاقة الوثيقة والحميمية بينهم بحركة حرة بين الاستماع واللعب والخيال. تُتراوح النتيجة بين لحظات من المراقبة الهادئة وبين انفجارات من الطاقة الطفولية، وتُخلق إيقاًعا يعكس التوتُر بين الماضي والحاضر، وبين الذاكرة والواقع. يتيح الجمع بين التوثيق المعاصر واللغة السينمائية الشعرية لهوفمان طرح أسئلة حول طرق نقل المعرفة للأطفال وحول الكيفية التي يمكنهم بها ليس فقط التعرض لفضاء حياتُنا المشحون، بل أيًضا - ربما - تُخيل مستقبل آخر فيه.