الفن المعاصر في سياق النضال المدني
منذ تأسيسها، تعد مدينة تل أبيب-يافا مساحةً تسمح بالتفكير النقدي والتضامن، حيث تقام بها الاحتجاجات حول القضايا الساخنة المتعلقة بالهوية، البيئة، سبل العيش والسلام. تثبت هذه الاحتجاجات، قدرة المجتمع في التعبير عن الأصوات المختلفة وأهميتها في خلق مجتمعٍ قائمٍ على قيم الحرية، ألتسامح، التنوع، والريادية التي تعتبر بدورها، ضروريةً لبناء الاساس الاخلاقي لمجتمعٍ محبٍ للحياة. يقدم هذا المشروع، عملًا معاصرًا في إطار النضال المدني، الى جانب الاحتجاجات والحراك الاجتماعي في تاريخ المدينة.
في الأعمال الثلاث المقدمة هذا العام، يتجلى التزام الهيئات الخاصة بالانخراط في الحيز العام.
خلال العام المقبل، سنقوم بعرض كل واحدٍ من هذه الأعمال لمدة شهرٍ كامل على اربع جولاتٍ مختلفة.
أوري شيفرين عنبي وميخائيل شيبدرون، "100" فيديو، 59 دقيقة، 2024 / سيتم عرضه خلال شهر كانون الثاني، نيسان، تموز، وتشرين الاول
في طريق مهجور في الطبيعة، يقوم رجلٌ برسم خطوط سوداء، يعدّ الأيام باستخدام فرشاة وألوان على الأسفلت المتشقق. العد يشير إلى مرور مئة يوم منذ 7.10.2023 مئة يوم يقضيها المختطفون والمختطفات في الأسر في غزة. تم تصوير الفيلم، والذي تبلغ مدته حوالي الساعة، في لقطة واحدة. عند الانتهاء من رسم الخط المئة، يتم عرض الفيلم بشكلٍ عكسي. هذا الفعل يحول عملية الكتابة لعملية محو، ويخلق عدًا سيزيفيًا لا ينتهي. القلب يرتجف، الدم يتجمد، والزمن يتوقف. إنها تذكرة بكمية الأيام المروعة التي مضت وبالقلق أمام الزمن الذي ينفد، إلى جانب إدراك أن هذا الفعل سيتكرر مرارًا وتكرارًا. حتى يعودوا. حتى لا نحتاج بعد الآن إلى عد الأيام.
اورن فيشر، "يومٌ من المهمات"، فيديو، 3:32 دقائق، 2023 / يعرض خلال شهر شباط، ايار، اب، تشرين الثاني.
في عرضٍ جامحٍ لحركات غريبةٍ، تظهر شخصية الفنان ذات الاطراف الطويلة، وهي تكافح في الاماكن العامة المألوفة، بما في ذلك قاعات المصارف، في البلدية، مكتب الوزارة الداخلية، في المعارض الفنية، في الحائط الغربي، وفي احتجاجات شارع كابلان. الحركات الحادة، لأعضاء الجسم في جميع الاتجاهات تقطع الحيز البيروقراطي بلغةِ جسد التي تعبر عن الاحباط والغضب المكبوت، بالإضافة الى الحاجة الملحة الى فعلٍ درامي متواصل في مواجهة مساحات الروتين الرمادية. تم تطوير وانشاء هذه الحركات، عن طريق دمج مجموعةٍ من الحركات العشوائية وعن طريق تصوير الفيديو. يقوم هذا التناقض ما بين الحركات التعبيرية، والمساحات الرتيبة بدمج الفكاهة والنقد السياسي، ويطرح التساؤل عن مدى تأثير الفن على الحيز العام، وعن دور الفنان في اوقاتٍ مشابه لهذه.
"نغرق معًا" مجموعة سمَرطوط، فعالية استعراضية مصورة، 3:36 دقائق، كانون الاول 2023 / تعرض خلال الاشهر ايار، حزيران، ايلول وتشرين الثاني.
المخرج والمدير الفني: آفي جيبسون بار-إيل
صف من النساء والرجال، يتكاتفون بأيديهم ويدخلون الى البحر في شاطئ تل ابيب باعينٍ مفتوحةٍ حتى تغطيهم المياه بالكامل. هذا العمل المعارض، اللاعقلاني، هو نداء استغاثة كرد فعلٍ على الواقع الأليم، ونداء لوقف الحرب واعادة المختطفين والمختطفات. يقوم هذا العمل الفني، بتحدي النظام القائم شكلًا ومضمونًا، ويسعى لقول شيء مهم للعالم، وبالتالي الى توسيع الوعي والقلب. تحدد هذه المجموعة طريق لمصير مشترك، وتقدم لنا عن طريق لغة الجسد الاصغاء الداخلي، الدعم القوة والمبادئ الانسانية. تعترف هذه المجموعة بضرورة التغيير، والاعتراف بشركائنا في المصير، بالإضافة الى العنصرية وضرورة العمل من اجل تغيير الوضع القائم والى مسؤولية الحلم والعمل من اجل حياة تسودها الطمأنينة والسلام. إنها نظرة نقدية على الوضع القائم وتذكير بأننا جميعا نسيجٌ بشري حي واحد.
المنظمة الفنية: هاداس يوسيف-اون